هذه معضلة ظلّت وستظل في عالمنا، والقليل فقط هم من يعرفون الإجابة على هذه الأسئلة.
ما هو القضاء والقدر؟
القضاء والقدر هما مصطلحان يُكمل كل منهما الآخر.
القدر، وهو علم الله الأزلي لكل ما سيحدث في هذا الكون. وقد كُتبت من ملايين السنين، وانتهى أمرها.
وهذا هو المقصود بقوله تعالى:
"مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا" — الآية 22 من سورة الحديد.
هذا هو القدر.
إذن، ما القضاء؟
القضاء هو تنفيذ هذا التقدير وتحقيقه في الواقع.
دعني أبسّطها لك:
تخيّل معي أن أقدار هذا الكون كله هي عبارة عن احتمالات كثيرة جداً لكل ما يمكن أن يكون في هذا الكون.
ولا واحدة من هذه الاحتمالات قد تحققت بعد، ولكنها لا تزال موجودة.
هنا يأتي القضاء، وهو دورك يا عزيزي القارئ.
فمن بين هذه الاحتمالات، أيهم ستختار؟
أن تكون شخصاً جيداً أم سيئاً؟ أن تختار تلك الوظيفة أم تجلس في المنزل طوال حياتك؟
فإرادتك الآن هي ما ستحدد قدرك.
حرية الإرادة ومسؤولية الإنسان
إن الإنسان خُلق وهو يملك بداخله الحرية الكاملة لاتخاذ قراراته بنفسه وتحمل عواقبها.
كل شخص يملك القدرة والفرصة على الاختيار.
لكن أغلب الأشخاص يقومون بلوم القدر لكي يهربوا من حقيقة كونهم أخطؤوا.
ليس العيب في الخطأ، وإنما الهروب منه وعدم الاعتراف به.
الإنسان مخيّر لا مسيّر
الإنسان في جوهره مخيّر بين الخير والشر، والصدق والكذب، والصواب والخطأ.
لذلك، لا تجعل القدر ذريعة لتقصيرك، ولا مبررًا لكسلك، فمسؤولية حياتك بين يديك، والله قد منحك القدرة على السعي واتخاذ القرار.
اختر الخير دائمًا، واسعَ للأفضل، ثم توكل على الله، فهو خير من يوفقك ويعينك.
يسعدني قراءة ارائكم وتساؤلاتكم حول المقال, سنجيبكم فور رؤية تعليقكم