الخوف هو الشعور الذي يسرق لحظاتنا الحقيقية
يعد الخوف أحد أهم أسباب بقاء البشرية، فبدون الخوف لما استمر العالم.
لكن معظم ما يواجهه الناس هو الخوف المبالغ به، الخوف الذي ينهك العقل والقلب،
خوف يذهب بذهن الإنسان عن لحظته الحالية. هذا هو الخوف المشؤوم.
قد تكون هناك فتاة سليمة بكامل صحتها الجسدية لكنها تخاف وتقلق من أن تصيبها الأمراض.
وقد يكون هناك والد كثير القلق قد أنعم اللّٰه عليه بالذرية الصالحة لكنه يخاف من أن يفقدهم يومًا ما.
وشاب متردد قد حصل على رخصة قيادته ولكنه يعيش في رعب دائم من فكرة وقوع الحوادث.
إذا نظرنا لأمثلة هؤلاء الأشخاص، ففي الحالة الأولى ستقلق الفتاة فترة شبابها كلها على صحتها،
وفي النهاية قد يصيبها أي مرض فور وصولها لمرحلة الشيخوخة.
والشخص الآخر قد تضيع لحظاته الثمينة مع أطفاله في الخوف من فقدانهم
حتى يصل في النهاية إلى مرحلة يكبر فيها هؤلاء الأطفال ويرى كلٌّ منهم حياته ويفقدهم بالفعل.
والشخص الأخير، قد يمتنع من قيادة سيارته ويعيش في خوف مستمر طيلة حياته
قلقًا من تلك الحوادث التي من الممكن أن لا تحدث.
بعد أن تعمقنا في أمثلة هؤلاء الأشخاص، نجد أن ٩٥٪ مما يقلقنا غالبًا لا يحدث،
وإنما تحدث داخل رؤوسنا. وعندما تحدث، ففي الغالب بأنها نتيجة خوفنا المستمر من هذا الشيء.
فقد قرأت مقولة من كتاب مثيرة للاهتمام:
"إن أجسادنا تتبع عقولنا."
معنى ذلك، على سبيل المثال، أن الخوف المستمر من مرض معين قد يحدث فعلاً نتيجة تفكيرنا به والخوف منه،
وقد أثبتت دراسات كثيرة في علم النفس الجسدي (Psychosomatics)
هذا الترابط بين الفكر والمناعة.
إذن، ما الحل؟
الحل هو السماح برحيل شعور الخوف المستمر. كيف؟
أولًا، بتقبل شعور الخوف بداخلنا والاعتراف بوجوده.
ويجب علينا أن لا نقاوم الشعور أو نبحث عن أسبابه.
ثانيًا، أن لا نشعر بالذنب فنقوم بلوم أنفسنا ولوم الآخرين.
قد تهاجمنا فكرة بداخلنا بأن ما نفعله عبث، بلا فائدة ومضيعة للوقت.
لكنها ليست إلا دليلًا قاطعًا على نجاح هذه الآلية. وقد نجد ايضا صعوبة في رؤية النتائج في المرات الأولى، لكن مع تكرار هذه الآلية فستصبح جزءًا لا يتجزأ من ذاتك وتختفي مشاعر الخوف تدريجيًا إلى أن تجد صعوبة في استثارة هذه المشاعر التي ترعبك.
إذا تعلمت السماح برحيل واحدة من مخاوفك، فقد تسمح برحيل الكثير منها.
لأنك تتعامل مع مصدر واحد وهو الخوف نفسه.
يمكن تطبيق هذه الآلية على باقي المشاعر السلبية التي تراودنا.
لكن، وبسبب أن الخوف هو من أكثر المشاعر التي تهلك الإنسان، قد صببت تركيزي عليه.
في الختام
إذن، يجب علينا أن نعلم بأن الخوف المستمر لا يأتي علينا بأي منفعة،
وإنما يحجب عنا رؤية أهمية ما لدينا الآن.
لذا، ابدأ باستخدام هذه الآلية، وطمئن روحك،
وافتح عينيك على ما لديك الآن حتى لا يأتي اليوم وتتحسر فيه على ما ذهب.
عش حاضرك واستمتع به، فهو الحقيقة الوحيدة التي نملكها.
يسعدني قراءة ارائكم وتساؤلاتكم حول المقال, سنجيبكم فور رؤية تعليقكم